مكالمة لم يرد عليها

.
عيناي في حلق سقفي
تتجولان


هدوء يشجع على النوم

ولكن كيف ينام من به ملل

..

يرن هاتفي

فيبددكل هدوئي

يرن وفي كل رنة تهتز مسامات جلدي

قبل ان أرى رقم المتصل

عرفته..تخيلته..خفته

هو من غاب وغاص في اعماق الغياب

عرفته لسبب بسيط

انني خصصت اغنيتنا له رنةً

عندما يتصل..وأخيراً اتصل

..

سكت الهاتف بعد طول نداء

لماذا لم أجِب ..اليس هذا الحبيب؟

لماذا خفت ..وأي خوف يولده حبيب؟

بقيت عبارة (مكالمة لم يرد عليها)

تبقيني على حدود ذكريات مضت

عندما مل اصبعي طلب رقمه..ولامن مجيب

تركني بعد ان اشبعته حباً

وأخذ من سنواتي احلاها ..ورحل

..

نفس الاغنية تعاود الرنين

وهي تعاود الاتصال ..ترى اهو حنين؟

تباً للخوف سأرد

لعلني أسترد شيئاً من كرامة حبي

لعلني اجلدها بلسعات عتابي

لعلها تتألم من قسوة عذابي

لعلني استعيد شيئاً من سيطرتي على قلبي

نعم.. قلتها بجفاء ومن اعماقي فيها لذة اللقاء

كيف حالك ..سالتني

أجبتها..الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه

مكروه؟؟ ااصبحت عندك مكروه ؟؟بكل نبرة حزن سألتني

تجاهلت الاجابة رغبة مني في لسعها والاستزادة

احسست بنبرة بكاء في صوتها.. ياالله نبرة كقذيفة مدفع

تقصف كل جبروتي وكل قسوتي وكل قيود غضبي

اشد القذائف عندي ..

دموع المقل.

..

خير حبيبتي .. بكل عفوية الدنيا خرجت من شفتي

وكانها من اعماق الروح خرجت وعاندتني

عويل وصوت انفاسها اخترق سمعي

يبدو انني املك قذائف أيضا

فمثلما كانت قذيفتها دمعة

كانت كلمة حبيبتي .. قذيفتي

نسيت كل ماكان من عذاب في بعدها وهوان

واختلط البكاء ..وقسراً..نزلت دمعتي

عم صمت بعد اغتسال ارواحنا

لجأت اليك حبيبي

ضاقت دنياي .. فقط أردت أن اسمع صوتك لأحس بطعم الحياة

شكت من كل احوالها وآلامها

فجأة نسيت من أنا وأحسست أنني طبيب

اشخص واحلل واعطي جرعة الدواء

كنت مريضاً يداوي..طبيباً

احسست بارتياحها وعودتها لرونقها

واحسست بلذة لاول مرة منذ غيابها

أنني لازلت ملجأها ومنبع سعادتها

انتهت المكالمة والخط..انفصل.

..

نفضت رأسي لأستعيد شيئاً من غضبي

لماذا لم اعنفها ...واجلدها بعتبي

لست ادري تاهت الإجابات

وتناسيت العذابات

رن الهاتف برنين رسالة

كانت منها تقول:

(أشكرك حبيبي كثيراً فلم اشعر بالراحة من قبل مثلماشعرتها بحديثي معك)

ابتسمت راضياً.. وقلت في نفسي

الان ماذا يفيد أنتقامي وغضبي

مادامت أسيرة روحي وقلبي؟

حتماً ستغيب مرة ً أخرى

وحتماً سأنتظر مرةً اخرى

(مكالمة لم يرد عليها)




.تحياتي